"اختناق البشرة" مصطلح مجازي يُستخدم لوصف حالة تعاني فيها البشرة من نقص في الأكسجين، ما يؤثر سلبًا على صحتها ومظهرها. الأكسجين ضروري لجميع خلايا الجسم، بما في ذلك خلايا الجلد، حيث يساهم في عمليات التجديد وإنتاج الكولاجين والإيلاستين، وهما البروتينان المسؤولان عن مرونة ونضارة وشباب البشرة. عندما يقلّ وصول الأكسجين إلى خلايا الجلد، تظهر مشاكل متنوعة، تشبه إلى حد ما أعراض "نقص الأكسجين". في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل مخاطر نقص الأكسجين على البشرة، وأسبابه، والأعراض المصاحبة له، وأهم طرق العلاج والتحسين.
Image by (freepik.com). الأكسجين والبشرة |
الأكسجين والبشرة: مخاطر نقص الأكسجين وطرق العلاج والتحسين
توصلت العديد من الدراسات العلمية حول هذا الموضوع إلى نفس النتيجة: البشرة تعاني أولاً. تتعرض الخلايا الموجودة في طبقاتها لهجوم من الجذور الحرة - وهي جزيئات "مضرة" تحتوي على إلكترون غير مزدوج. تتشكل الجذور الحرة في الجلد وتشارك في عمليات الأكسدة المهمة. لكن نشاطهم المفرط يصبح محفزا للإجهاد التأكسدي، وهو أحد العوامل الرئيسية للشيخوخة.
وهناك شيء آخر مثير للاهتمام من وجهة نظر علمية ولكنه غير سار بالنسبة لنا: نقص الأكسجين يؤثر سلبًا على النشاط الحيوي لخلايا الجلد. وكما لاحظ العلماء، فإن خلايا البشرة تحول الأكسجين إلى طاقة من أجل عملية التمثيل الغذائي والانقسام؛ وعدم وجود الأكسجين يعني عدم وجود طاقة. ما هو مهم بشكل أساسي هو أن الطبقات العليا من الجلد تتلقى O₂ حصريًا من البيئة الخارجية.
تحت سحابة نقص الأكسجين: كيف يؤثر على بشرتك وما العمل؟
منذ عدة اعوام، والعالم يواجه تحديات صحية متزايدة، من بينها ما يُعرف بـ "جوع الأكسجين" أو نقص التأكسج، وهو انخفاض مستوى الأكسجين في أنسجة الجسم. هذا الوضع، الذي اعتدنا عليه تدريجيًا، يطرح تساؤلات جدية حول تأثيره على صحتنا بشكل عام، وعلى صحة بشرتنا بشكل خاص. فكيف يؤثر نقص الأكسجين على الجلد، وما هي الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتخفيف من هذه الآثار؟
ما هو نقص الأكسجين في البشرة؟
نقص الأكسجين في البشرة، أو ما يُعرف طبيًا بنقص التأكسج الجلدي (Cutaneous Hypoxia)، يحدث عندما لا تحصل خلايا الجلد على كمية كافية من الأكسجين لأداء وظائفها الحيوية بشكل سليم. هذا النقص يؤدي إلى تباطؤ عمليات التجديد الخلوي، وانخفاض إنتاج الكولاجين والإيلاستين، وتراكم السموم، ما ينعكس سلبًا على مظهر البشرة وصحتها.
نقص الأكسجين: عدو خفي يتربص بالبشرة
الأكسجين هو عنصر الحياة، وهو ضروري لجميع وظائف الجسم، بما في ذلك تجديد الخلايا وإنتاج الكولاجين والإيلاستين، وهما البروتينان المسؤولان عن مرونة ونضارة الجلد. عندما تنخفض مستويات الأكسجين في الجسم، تتأثر هذه العمليات الحيوية بشكل سلبي، مما ينعكس على مظهر وصحة البشرة.
يؤدي نقص الأكسجين إلى: مخاطر نقص الأكسجين على البشرة
- ظهور الهالات السوداء: يتسبب نقص الأكسجين في ضعف الدورة الدموية حول العينين، مما يؤدي إلى ظهور الهالات السوداء والانتفاخات.
- جفاف البشرة: يؤثر نقص الأكسجين على قدرة الجلد على الاحتفاظ بالرطوبة، مما يجعله جافًا ومتقشرًا.
- ظهور التجاعيد المبكرة: تبطئ عملية إنتاج الكولاجين والإيلاستين بسبب نقص الأكسجين، مما يُسرع من ظهور التجاعيد والخطوط الدقيقة.
- تأخر التئام الجروح: يلعب الأكسجين دورًا حيويًا في عملية التئام الجروح، ونقصه يؤخر هذه العملية ويزيد من خطر الإصابة بالالتهابات.
- زيادة حساسية البشرة: تصبح البشرة أكثر حساسية وعرضة للتهيج والالتهابات بسبب ضعف حاجزها الواقي الناتج عن نقص الأكسجين.
- شحوب البشرة وبهتانها: يصبح لون البشرة باهتًا وشاحبًا نتيجة لقلة تدفق الدم المحمل بالأكسجين إلى الخلايا.
- ظهور حب الشباب والبثور: قد يُساهم نقص الأكسجين في انسداد المسام وتراكم الزيوت والخلايا الميتة، مما يزيد من احتمالية ظهور حب الشباب والبثور.
أسباب نقص الأكسجين وتأثيرها على الجلد
هناك عدة عوامل تُساهم في نقص الأكسجين، بعضها مرتبط بالظروف الصحية العامة، والبعض الآخر مرتبط بعوامل بيئية ونمط الحياة:
- مشاكل الجهاز التنفسي: الأمراض الرئوية المزمنة، مثل الانسداد الرئوي المزمن والربو، تُعيق امتصاص الأكسجين بشكل فعال.
- التقدم في العمر: مع التقدم في العمر، تقلّ قدرة الجسم على إنتاج الكولاجين والإيلاستين وتتأثر الدورة الدموية، مما يُساهم في نقص الأكسجين في البشرة.
- مشاكل الدورة الدموية: أمراض القلب والأوعية الدموية تُعيق نقل الأكسجين إلى أنسجة الجسم، بعض الأمراض، مثل أمراض القلب والرئة وفقر الدم، تُؤثر على قدرة الجسم على نقل الأكسجين إلى الأنسجة، بما في ذلك الجلد.
- فقر الدم: انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء يُقلل من قدرة الدم على حمل الأكسجين.
- التدخين: يُقلل التدخين من قدرة الرئتين على امتصاص الأكسجين ويُعيق تدفق الدم إلى الجلد. يُعتبر التدخين من أهم العوامل التي تُقلل من تدفق الدم المحمل بالأكسجين إلى الجلد، كما يُدمر الكولاجين والإيلاستين.
- التلوث البيئي: التعرض للهواء الملوث يُقلل من كمية الأكسجين المُتاحة للجسم، ويُعيق قدرة البشرة على امتصاص الأكسجين بشكل فعال.
نمط الحياة غير الصحي، قلة ممارسة الرياضة والتغذية غير الصحية تُؤثر سلبًا على مستويات الأكسجين في الجسم. نقص الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة في النظام الغذائي يُؤثر سلبًا على صحة البشرة وقدرتها على
طرق علاج وتحسين نقص الأكسجين في البشرة
1. استخدام مستحضرات التجميل الأكسجين
تم تطوير طريقة لتوصيل الأكسجين من الهواء إلى خلايا الجلد في الاتحاد السوفييتي. وهي تعمل على أساس نظام النقل الجزيئي للفلوروكربون. تستخدم الشركات المصنعة الحديثة هذه الطريقة وتحسنها. على سبيل المثال، أصدرت إحدى الشركات الرائدة في مجال العناية بالأكسجين، مؤخرًا سلسلة من مستحضرات التجميل للأكسجين من الجيل الجديد الأوكسجين العالمي مع مركب Novaftem الحاصل على براءة اختراع . في غضون دقائق قليلة بعد التطبيق، فإنه يزيد من محتوى O₂ في الجلد ويضمن توصيل الأكسجين لفترة طويلة إلى طبقاته العميقة. يتم استكمال التركيبة بفيتامين C والجلوتاثيون - وهي مواد ذات تأثيرات مضادة للأكسدة مثبتة ضد الجذور الحرة.
استنادًا إلى Global Oxygen، يمكنك إنشاء برنامج شخصي للعناية بالأكسجين لأي نوع من أنواع البشرة. تعمل المنتجات الموجودة في المجموعة على تنشيط تخليق الكولاجين، ولها تأثير مضاد للشيخوخة، وتزيد من لون البشرة، وتحسن لونها وملمسها، بينما تزيل في نفس الوقت الجفاف وآثار الإجهاد.
2. قضاء المزيد من الوقت في الحدائق
تحتوي حديقة صغيرة قريبة من عملك على أكسجين أكثر بنسبة 1% على الأقل من مكتبك أو منزلك. الجلد حساس جدًا لأدنى تغيرات في تكوين الهواء، لذا فحتى نسبة 1% المذكورة ستحسن حالته. قضيت نصف يوم مرتديًا قناعًا؟ في المساء، اصطحب كتابًا معك واقضِ ساعة ممتعة على مقعد تحت شجرة حور - حيث تنتج أوراقها كمية أكبر من O₂ أثناء عملية التمثيل الضوئي مقارنة بأوراق البلوط أو الكستناء. والأفضل من ذلك، هو القيام بنزهة مرتجلة في حديقة المنتزه، ودعوة زملائك معك.
الجلوس داخل أربعة جدران تحت مكيف الهواء ليس خيارًا. لا تسحب الأنظمة المنفصلة الأكسجين من الشارع، بل تقوم بتدوير نفس الهواء من خلال نفسها، مما يؤدي إلى تبريده.
3. زيارة طبيب التجميل بانتظام
لقد استخدمت مستحضرات تجميل الأجهزة منذ فترة طويلة وبنجاح أنظمة الأكسجين في العلاج المضاد للشيخوخة وعلاج حب الشباب ومكافحة بلادة الجلد وفرط الحساسية. انتبه إلى إجراءات العلاج بالأكسجين، والتي تتضمن توصيل تيارات الأكسجين المضغوط مباشرة إلى الجلد. هنا يعمل O₂ كنوع من الإبرة، حيث يخترق الفضاء بين الخلايا دون ألم ويجلب معه العناصر الغذائية ذات الوزن الجزيئي المنخفض.
تعطي إجراءات العلاج بالأكسجين أيضًا نتائج جيدة وسريعة: نتيجة لدورة واحدة، يتعافى الجلد بشكل أسرع بعد التقشير والتقشير الدقيق.
الاستخدام مستحضرات التجميل للعناية بالبشرة بالأكسجين جنبا إلى جنب مع العلاج في الصالون وبعد ذلك سوف يطيل بشكل كبير التأثير الذي حققه أخصائي التجميل الخاص بك.
كيف تُساعد بشرتك على التغلب على نقص الأكسجين؟
هناك عدة إجراءات يُمكن اتخاذها للتخفيف من آثار نقص الأكسجين على البشرة:
- ممارسة الرياضة بانتظام: تُحسن الرياضة الدورة الدموية وتزيد من تدفق الأكسجين إلى أنسجة الجسم.
- اتباع نظام غذائي صحي: تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن يُساعد على حماية البشرة وتحسين صحتها.
- شرب كمية كافية من الماء: يُساعد الماء على ترطيب البشرة وتحسين الدورة الدموية.
- الابتعاد عن التدخين: يُحسن الإقلاع عن التدخين من صحة الرئتين والدورة الدموية، مما يُحسن من توصيل الأكسجين إلى البشرة.
- استخدام مُنتجات العناية بالبشرة التي تُعزز الأكسجين: بعض مُنتجات العناية بالبشرة تحتوي على مكونات تُساعد على تحسين امتصاص الأكسجين في الخلايا.
- العلاج بالأكسجين الموضعي: يُمكن استخدام علاجات الأكسجين الموضعية لتحسين نضارة البشرة وتقليل ظهور التجاعيد. (يجب استشارة طبيب جلدية متخصص قبل استخدام أي علاجات موضعية)
- الاهتمام بجودة الهواء: الحرص على تهوية الأماكن المغلقة وتقليل التعرض للهواء الملوث.
طرق تحسين وصول الأكسجين للبشرة:
هناك العديد من الطرق التي تُساعد على تحسين وصول الأكسجين إلى البشرة وتحسين صحتها ومظهرها:
- التقشير المنتظم: يُساعد التقشير على إزالة الخلايا الميتة من سطح البشرة، مما يُحسن من قدرتها على امتصاص الأكسجين.
- استخدام مُنتجات العناية بالبشرة التي تحتوي على مضادات الأكسدة: تُساعد مضادات الأكسدة على حماية البشرة من التلف الناتج عن الجذور الحرة وتحسين قدرتها على امتصاص الأكسجين.
- العلاج بالأكسجين الموضعي: يُمكن استخدام علاجات الأكسجين الموضعية، مثل الأقنعة والكريمات التي تحتوي على الأكسجين، لتحسين نضارة البشرة وإشراقها.
- العلاج بالأكسجين في العيادات التجميلية: تُستخدم بعض التقنيات في العيادات التجميلية، مثل حقن الأكسجين أو علاجات الأكسجين بالضغط، لتحسين وصول الأكسجين إلى البشرة وتحفيز إنتاج الكولاجين. (يجب استشارة طبيب جلدية متخصص قبل استخدام أي علاجات موضعية أو في العيادات التجميلية)
- اتباع نظام حياة صحي: يشمل ذلك الإقلاع عن التدخين، وتناول نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضروات، وشرب كمية كافية من الماء، وممارسة الرياضة بانتظام.
حماية البشرة من التلوث باستخدام واقي الشمس وتجنب التعرض المفرط للهواء الملوث.
الخلاصة:
"اختناق البشرة" يُعتبر مشكلة جمالية وصحية يجب الانتباه إليها. من خلال فهم أسباب نقص الأكسجين في البشرة واتباع طرق العلاج والتحسين المناسبة، يُمكن الحفاظ على بشرة صحية ونضرة وشابة. من الضروري استشارة طبيب جلدية متخصص لتحديد العلاج الأنسب لحالتك.
نقص الأكسجين يُمكن أن يُؤثر سلبًا على صحة ومظهر البشرة. من خلال فهم أسباب هذه المشكلة واتخاذ الإجراءات المناسبة، يُمكننا التخفيف من آثارها والحفاظ على بشرة صحية ونضرة. من الضروري استشارة الطبيب في حال ظهور أعراض حادة أو مُستمرة.